الفوائد المأخوذة من سيرة الإمام ابن حزم
قال
الإمام الذهبي في سير :هو الإِمَامُ الأَوْحَدُ، البَحْرُ، ذُو الفُنُوْنِ
وَالمعَارِفِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ
غَالِبِ بنِ صَالِحِ بنِ خَلَفِ بنِ مَعْدَانَ بنِ سُفْيَانَ بنِ يَزِيْدَ الفَارِسِيُّ
الأَصْلِ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ، الفَقِيْهُ الحَافِظُ،
المُتَكَلِّمُ، الأَدِيْبُ، الوَزِيْرُ، الظَّاهِرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
1.
الفائدة في وقت طلب
العلم
: قال بعض الناس كيف أكون عالما فأنا أدرس وأنا شاب أو عند الكبر! قال الإمام
الذهبي : قَالَ أَبو بَكْرٍ بنِ العَرَبِي -: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ
حَزْمٍ أَن سَبَبَ تَعَلُّمه الفِقْه أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَة، فَدَخَلَ
المَسْجَدَ، فَجَلَسَ، وَلَمْ يَركع، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قُمْ فَصلِّ تحيَّة المَسْجَد.
وَكَانَ قَدْ بلغَ سِتّاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
الصبر: قال الشيخ محمد محمد
تامر(محقق كتابه الإحكام في أصول الأحكام) المحن في حياة ابن حزم :
1.الإجلاء،
أجلي ثلاث مرات
2. السجن، سجن مرتين وفي
رواية ثلاث مرات
3. الأسر، وقع في الأسر أما جيوش بربر ثم أطلق
4.النفي والتغريب،
فقد تعرض للتغريب من بلده
5. إحراق كتبه
قال:
فَإِنْ تَحْرِقُوا
القِرْطَاسَ لاَ تَحْرِقُوا الَّذِي ... تَضَمَّنَهُ القِرْطَاسُ بَلْ هُوَ فِي
صَدْرِي
يَسِيْرُ مَعِي حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ
رَكَائِبِي ...
وَيَنْزِلُ إِنْ أَنْزِلْ وَيُدْفَنُ فِي قَبْرِي
2. من أكره عليه في طلب العلم: كيف رحلاته في طلب العلم ؟،كانت رحلاته قد لوحظ على
غالبها أنها ليست باختياره بل كانت إجبارية، فقد انتقل من شرق قرطبة إلى غربها،
ومن قرطبة إلى المرية.
3.
الاعتراف بخيرية من كان له عداوة إذا
يستحق ذلك:
الإمام ابن حزم لا تمنعه خصومته الفكرية أن يشهد بعظيمه وهو يقول "لو لم يكن
لأصحاب المذهب المالكي بعد عبد الوهاب إلا أبو الوليد لكفاهم" وهو الباجي
أعتى خصومه وأشدهم عليه ضراوة (د. عبد الغفار سليمان البنداري، محقق كتابه المحلى
بالآثار)
4.
قد يكون الفقر سببا في
منع طلب العلم وقد يكون الغنى، قال الشيخ محمد أحمد إسماعيل المقدم
في سلسلة علو الهمة
:إن
الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى لما وقعت المناظرة بينه وبين الإمام الجليل أبي
الوليد الباجي المالكي شارح الموطأ ففي نهاية المناظرة قال له الإمام الباجي رحمه
الله تعالى يعتذر له: إن كان حصل خلل أو تقصير مني في المناظرة فاعذرني؛ فإني كنت
أطلب العلم على سرج الحراس. أي: لم يكن هناك كهرباء، فكان الحارس -مثل الشرطي-
يحرس الطرقات أو المدينة أو القرية بمشاعل من نيران، ويقف في نوبة الحراسة، فقال
له الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى: واعذرني أيضاً؛ فإني كنت أطلب العلم على منائر
الذهب والفضة. يعني أن الإمام أبا
الوليد الباجي رحمه الله تعالى كان يرى أن الفقر الذي كان فيه معيق عن طلب العلم،
وأنه طلب العلم بالمكابدة وبالسهر على مشاعل الحراس، فالإمام ابن حزم رد عليه وقال
له: بل الترف هو الذي يعيق عن طلب العلم؛ لأن الإنسان المترف يكون متيسر الوسائل
والمادة والمال وغير ذلك، وحينئذٍ يسهل عليه سبيل اللهو والخوض في زينة الدنيا،
فيعيقه الترف عن العلم، وكأنه يرى أن الترف أشد في إعاقة طلب العلم من الفقر؛
ولذلك قال له: واعذرني؛ فإني كنت أطلب العلم على منائر الذهب والفضة.يعني المنائر
المصنوعة من الذهب والفضة.
5.
أثر بيئة على نفس الإنسان وما
تعلمه عند الصغار، قَالَ أَبُو
العَبَّاسِ ابْنُ العرِيف: كَانَ لِسَان ابْنِ حَزْمٍ وَسيفُ الحجَاجِ شَقِيقَيْنِ
وقال الإمام الذهبي : قَدْ مَهر أَوَّلاً فِي الأَدب وَالأَخْبَار وَالشّعر، وَفِي
الْمنطق وَأَجزَاءِ الفلسفَة، فَأَثَّرت فِيْهِ
تَأْثيراً لَيْتَهُ سَلِمَ مِنْ ذَلِكَ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإن
كان ابن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيماً له
ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات
6.
عدم جواز سب العلماء،
سبه بعض الناس أشد سب وعَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَذْحِجِيّ، وَلِي أَنَا مَيْلٌ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ علَيْهِ
وَعَلَى غَيْرِهِ نَحْواً مِنْ ثَلاَثَة أَعْوَام، وَبدَأتُ بِالمنَاظرَة. لمَحَبَّته
فِي الحَدِيْثِ الصَّحِيْح، وَمَعْرِفَتِهِ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُ لاَ أُوَافِقُهُ
فِي كَثِيْرٍ مِمَّا يَقولُهُ فِي الرِّجَالِ وَالعلل، وَالمَسَائِل البَشِعَةِ
فِي الأُصُوْلِ وَالفروع، وَأَقطعُ بخطئِهِ فِي غَيْرِ مَا مَسْأَلَةٍ، وَلَكِن
لاَ أُكَفِّره، وَلاَ أُضَلِّلُهُ، وَأَرْجُو لَهُ العفوَ وَالمُسَامحَة
وَللمُسْلِمِيْنَ.
وَلَهُ
عَلَى سَبِيْل الدُّعَابَة - وَهُوَ يمَاشِي أَبَا عُمَر بن عبد الْبر - وَقَدْ
رَأَى شَابّاً مَلِيحاً، فَأَعْجَب ابْنَ حَزْمٍ، فَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لَعَلَّ
مَا تَحْتَ الثِّيَاب لَيْسَ هُنَاكَ،
فَقَالَ:
فَقَالَ:
وَذِي
عَذَلٍ فِيْمَنْ سَبَانِي حُسْنُهُ... يُطِيْلُ مَلاَمِي فِي الهَوَى وَيَقُوْلُ
أَمِنْ حُسْنِ وَجْهٍ لاَحَ لَمْ تَرَ غَيْرَهُ ... وَلَمْ تَدْرِ كَيْفَ الجِسْمُ أَنْتَ
قَتِيْلُ
فَقُلْتُ
لَهُ: أَسْرَفْتَ فِي اللَّوْمِ ظالما... فَعِنْدِيَ رَدٌّ لَوْ أردت طَوِيْلُ
أَلَمْ
تَرَ أَنِّي ظَاهِرِيٌّ وَأَنَّنِي ... عَلَى مَا بَدَا حَتَّى يَقومَ دَلِيْلُ
Komentar
Posting Komentar